30 سبتمبر 2011:
سالم الحبسي
سيخوض المنتخب الوطني العماني في 11 أكتوبر الحالي مباراة توصف بأقل تقدير بأنها مفترق طرق في مشواره بتصفيات كأس العالم 2014.. وهي المباراة التي يعتبرها الكثيرون بأنها مباراة المهمة المستحيلة لأن المنتخب سيلعب مباراة صعبة أمام المنتخب الأسترالي المرشح الأول لخطف بطاقة التأهل من مجموعتنا التي تضم بجوار (منتخبنا وأستراليا منتخبي السعودية وتايلاند).. وربما الظهور المتدني الذي ظهر به منتخبنا في لقاءه الأول أمام منتخب السعودية وهو في أسواء حالاته.. والثاني أمام منتخب تايلاند والذي خسره بالثلاثه جعل أكثر المتفائلين يصاب بحالة من الإستياء الشديد بأن واقع المنافسة في كأس العالم أصبح بعيد المنال إذا لم تحدث معجزة كروية.. وبقيت معظمنا يضرب أخماس في أسداس فيما تبقى من المباريات المقبلة والمحصلة الأخيرة من المباريات الأربعة المتبقية لمنتخبنا (مباراتين مع أستراليا ومباراة مع السعودية وثم مباراة أخيرة مع المنتخب التايلاندي.
وإذا كان خيط رفيع مازال يجعل مشجعي الأحمر يتمسكون بأمل المنافسة على البطاقة الثانية على أقل تقدير خاصة وأن المنتخب السعودي المنافس الحقيقي مازال هو الأخر يدور في حسابات فلكية هي قريبة من حسابات منتخبنا.. خاصة بعد مفاجأة المنتخب التايلاندي الذي نجح في أن يخطف (3 نقاط) مهمة من فم الأسد العماني الذي يومها تحول الى حملا وديعا..!
وإذا أمنا بأن حظوظ المنتخب الوطني العماني أصبحت ضئيلة في ظل الحسابات المعقدة.. والمستوى المتدني الذي ظهر به في أول مشاركة له بعد خليجي20 باليمن.. فإن المحاولات الفنية التي يقوم بها لوجوين مدرب منتخبنا هي محاولات ربما سيكون لها نتائج إيجابية ولكن ليس في المستقبل القريب.. وعلينا أن نتريث ونترقب ماذا يملك لوجين لفك شفرة التراجع لمنتخبنا الوطني.. فيما تدور محاولات إدارية لتصحيح وإعادة ترتيب بيت المنتخب من الداخل من خلال البحث عن مدرب جديد للمنتخب ليضع حلولا إدارية أكثر إنضباطية ربما للمرحلة المقبلة.. إلا أن الكثير من الظروف التي تحيط بالمنتخب من إحتراف عدد (8 لاعبين) من المنتخب.. وكذلك مباريات الدوري ثم الكأس جعل من الصعب أن يكون هناك تحضير مبكر للمنتخب وهي مشكلة قديمة جديدة في منتخبنا.. ويدفع ثمنها بسبب الإحتراف.
وإذا كنا نؤمن بقدرات لاعبينا المحترفين الذين يتواجدون في الدوريات الخليجية (السعودي والقطري والإماراتي.. وحتى الإنجليزي) على إعتبار بأننا نملك لاعبين بقدرات محترفين إلا أننا نعتقد بأن اللقاء القادم أمام منتخب أستراليا سيكون محطة مهمة ورئيسية في تحويل مسار المشاركة من السلبي الى الإيجابي لو خرجنا بنتيجة إيجابية بأقل تقدير التعادل.. وهو أمر يستصعبه الكثيرون ولكن في كرة القدم لا يوجد ماهو مستحيل.
إذن مايتبقى هو أن نعول على خبرة لاعبينا المحترفين الذين نجحوا يوما من الأيام أن يحرجو المنتخب الأسترالي في نهائيات كأس آسيا 2007.. وبالتالي فإنه ليس من المستحيل بأن نخرج بنصر بطعم التعادل على أقل تقدير إذا كان هناك حضورا فنيا مميزا للاعبينا المحترفين خاصة ومن خلفهم لاعبي المنتخب الأولمبي بقية لاعبي المنتخب الذين نحتاج أن نعيد فيهم الثقة لتحقيق هذه الخطوة في محطة تعتبر شبه مستحيلة.
وإن كنت أحترم محاولات لوجوين مدرب منتخبنا في البحث عن البدلاء.. ولكن على الجهاز الفني أن يعي بأن هذه المهمة في هذا التوقيت الضيق لن تكون سوى محاولة في حجم صندوق كبريت.. من الصعب أن تتحقق بهذه السرعة.. وعليه علينا أن نصبر ونراهن على المجموعة التي حملت لواء المنتخب في الأوقات الصعبة وهي بمكان ان تتحمل هذه المهمة المستحيلة وتحولها الى واقع حقيقي.
لا يعني هذا بأنني متفائل بشكل كبير..أو أنني أحاول أن وأرسم لوحة سريالية كروية أمام الأخرين.. ولكن علينا أن نتمسك بهذا الخيط وإن كان رفيعا..وأن لا نقطع الأمل إذا كانت الشمس ستشرق بعد الليل.. ولا يجب أن نغالي في التفائل حتى لا نصدم بواقع نحن نعيش تفاصيله ربما تتغير إذا كانت الكرة الأرضية تدور..!!